متفرقات

باسيل لإبراهيم عن مبادرة برّي: أريدها مكتوبةً لمناقشتها

كاتب المقال : اساس ميديا

كمَنْ يعدّ طبقاً على نار هادئة، يعمل رئيس مجلس النواب نبيه بري على صيغة حكومية من 24 وزيراً مقسمة إلى ثلاث ثمانيات، لا ثلث معطّلاً فيها لأحد، وتتشكل من اختصاصيين، ولكل وزير حقيبة، باستثناء رئيس الحكومة ونائب الرئيس، وتلتزم برنامج الاصلاحات.

عين التينة خلية نحل، وكعادته اللواء عباس ابراهيم يجول بين المرجعيات بحثاً عن تدوير الزوايا. وفي معلومات توافرت لدى “أساس” أنّ إبراهيم اتصل يوم الأربعاء برئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل للوقوف عند ملاحظاته على صيغة بري، لكنّ الأخير أجابه بأنّه يريد تصوراً مكتوباً ليبني على الشيء مقتضاه.
إذن الطبق الحكومي يغلي على نار هادئة خوفاً من الاحتراق، فهل يتخطّى العقبات أمام التشكيل؟

لم يعد سرّاً أنّ اللواء إبراهيم يزور قصر بعبدا روتينيّاً، ولم يعد سرّاً أنّ مسؤول التنسيق والارتباط في حزب الله وفيق صفا يزور اللقلوق والبياضة دوريّاً، لكنّ ذلك لم يؤدِّ بعد الى تغيير موقف فريق رئيس الجمهورية من بعض ما يعتبره ثوابت في التركيبة الحكومية، يبدأ من “عدم قضم حق رئيس الجمهورية المسيحي بالتمثيل والمشاركة في صياغة الحكومة”، ويصل الى عدم توفير النصف زائداً واحداً في جعبة رئيس الحكومة العتيدة.
وقبل الغوص في تفاصيل التشكيل والحصص الحكومية، لا بدّ بدايةً من معاينة الموقف الفرنسي المبنيّ أساساً على المبادرة الفرنسية. فبعدما كثر الحديث عن سقوط هذه المبادرة أو تبدّل وجهها، تشير المعلومات إلى أنّ التسميات التي تراوح بين حكومة اختصاصيين وتكنوقراط وتكنوسياسية، لم تعد تهمّ الفرنسيين بقدر ما يهمّهم تشكيل حكومة قادرة على تنفيذ برنامج الإصلاحات الذي يمهّد لحصول لبنان على المساعدات. وفي المعلومات أيضاً أنّ اتصالات وزير خارجية فرنسا جان إيف لودريان بالمسؤولين اللبنانيين كانت أقرب إلى التوبيخ وشهدت دعوة إلى التوقف عن العرقلة.

وقد توالت الاتصالات الفرنسية بالمسؤولين اللبنانيين بعد اتصال لودريان لمتابعة تطوّرات صيغة برّي على قاعدة أنّ فرنسا لا مانع لديها من توسيع الحكومة على أن يتولى اختصاصيون الحقائب. أدركت الإليزيه أن لا شيء مستقلّاً في لبنان، واقتنعت بأنّ القوى السياسية ستسمّي الاختصاصيين، ومن بينهم حزب الله، ولا مانع لديها في ذلك، لكنّها لا تريد اعتذار الحريري والذهاب الى حكومة من لون واحد شبيهة بحكومة حسان دياب لأنّها ستكون محكومة بالفشل. اعتبر البعض هذه المواقف الفرنسية تراجعاً عن المبادرة الأساسية، والبعض الآخر رأى فيها سقوطاً لمسلّمات مشهد قصر الصنوبر عشية زيارة الرئيس الفرنسي لبنان.

كلّ هذا لم يعد مهمّاً لباريس. ما يهمّ هو تشكيل حكومة قبل الفوضى. هو سباق اذاً يخوضه برّي بوجه سيناريو الفوضى وقبل تنفيذ إجراءات فرنسية منسقة أميركياً وعربياً وخليجياً بحق مسؤولين لبنانيين.

فماذا في تطوّرات مبادرة برّي؟

الجميع يوحي بأنّه ينزل عن الشجرة. لكن إلى أيّ مدى سيكفي ذلك لإنجاز التأليف؟

تشير أجواء الرئيس المكلّف سعد الحريري إلى أنّه اقتنع من بري بالتراجع عن حكومة الـ18، شرط الالتزام بحكومة اختصاصيين وعدم حصول أيّ طرف على الثلث المعطّل.

بدوره لم يتسلّم فريق رئيس الجمهورية أيّ صيغة جدّيّة بعد. وينقل زوّار الرئيس ميشال عون عنه نضج أجوائه للتسوية وتعبه من الأزمة. وكلامه للزميل آدم شمس الدين، عن تمنّيه لو أنّه ورث مزرعة جدّه ولم يصل إلى رئاسة الجمهورية، ليس إلا دليلاً على ذلك. ولكنّه متمسّك بالتدقيق الجنائي شرطاً يجب تنفيذه في الحكومة المقبلة. وتضيف معلومات “أساس” أنّ عون سبق أن أبلغ عين التينة، عبر البطريرك بشارة الراعي، استعداده للتخلّي عن الثلث المعطّل.
رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط جاهز لكل شيء. حزب الله يلعب دور الوسيط قائلاً في العلن إنّه يسهّل عملية التشكيل.

يبقى السؤال عن موقف رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل وامكان تخلّيه عن الثلث المعطّل.

قالت مصادر مقرّبة من باسيل لـ”أساس” إنّه لا مشكلة في صيغة الثلاث ثمانيات على أن يكون وزير الطاشناق من ضمن الوزراء الثمانية المحسوبين على فريق رئيس الجمهورية، وعلى أن يحصل الرئيس على سبعة وزراء مسيحيين. وهنا تكمن المشكلة.

إنّ الطرح، الذي يجري التداول به حالياً ولم يصل بعد الى باسيل حول توزيع الـ12 وزيراً مسيحياً، هو على الشكل التالي: ستة وزراء مسيحيين لرئيس الجمهورية، وزير طاشناق محسوب على الرئيس، وزيران لتيار المردة، وزير للحزب السوري القومي الاجتماعي، وزير أرمني ثانٍ من خارج الطاشناق، ووزير مسيحي أخير هو وزير الداخلية على أن يتوافق على اسمه رئيس الجمهورية مع الرئيس المكلف. على أن تكون حصّة عون ستة وزراء مسيحيين مع وزير أرمني وآخر أرسلاني.

هذه إحدى الصيغ الأكثر رواجاً حالياً، لكنّ مصادر التيار الوطني الحر علّقت عليها لـ”أساس” قائلة إنها مفخخة، وإنّ الحريري يحصل فيها على خمسة وزراء مسيحيين ليكون له مع الرئيس بري النصف زائداً واحداً في الحكومة، وهو ما قد يعرقل سير الملفات الاصلاحية، كما تقول مصادر مقربة من التيار لـ”أساس”.

على الرغم من الحديث عن أجواء إيجابية، تحيط ألغام كثيرة بعملية التأليف. ولذلك يخطو برّي بصيغته خطوات صغيرة لحمايتها من الانفجار بلغم أرضي داخلي. أما الألغام الخارجية فلها كلام آخر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى