مقالات

لماذا يخافون من أسلمة أوروبا/سماحة الشيخ مظهر الحموي

 

إن من يطلع على تاريخ الأديان والحضارات ومساراتها عبر التاريخ لن يفاجأ عندما يجد بأن الدين الإسلامي هو الأكثر تعرضا للهجوم والإعتداءات..
ذلكم بأنه هو الدين القيم الذي يخشاه سائر المتربصين نظراً لسرعة إنتشاره وتقبله في نفوس مختلف الثقافات والشعوب والأعمار والأجناس.
هو الدين الذي إنتشر في معظم أنحاء المعمورة عبر التجار والرحالة فتقبله أبناء جنوب آسيا والهند وجزر المحيط الهادي(الذين لم يدخل اليهم الفتح الإسلامي) لما وجدوا من حسن معاملة وصدق ونظافة كف وأخلاق رفيعة لدى تجار المسلمين ، ومن الجدير بالذكر أن معظم هؤلاء التجار ما كانوا يحرصون في تجارتهم وحلهم وترحالهم على نشر الدعوة الإسلامية ( لأنهم تجار وليسوا بدعاة علماء) ولكنهم كانوا في معاملتهم وعلاقاتهم أسوة حسنة وخير قدوة للإسلام والمسلمين في تلك البلاد، مما كان يستدعي الآسيويين إلى الإستفسار منهم عن كنه هذا الدين الذي يعتنقونه ، فيدخلون في دين الله أفواجا ، وهكذا جرت أسلمة تلك البلاد التي يُعد سكانها بمئات الملايين ، ولربما جاز القول بأنهم من خيرة المسلمين تمسكا بعقيدتهم ودينهم وشريعتهم .
وهذا ما يدحض مزاعم المستشرقين بأن الإسلام قد إنتشر بحد السيف ، هذه المقولة المغرضة لم تعد تنطلي على أحد، ولا سيما ما نراه من صرخات ونداءات إستغاثة من عدة شخصيات دينية وسياسية غربية تحذر من أسلمة أوروبا ،نظرا لإعتناق الكثير وخاصة من المثقفين عندهم للإسلام.
وأمام موجة إنتشار هذا الدين لاحظنا المكائد التي عمد إليها الحاقدون عبر إنتشار المقالات المسيئة للإسلام أو تعميم الصور المسيئة للرسولﷺ او محاولات التضييق على هجرة المسلمين، والتذرع بالإرهاب من أجل ملاحقة المهاجرين والجمعيات الإسلامية وتشديد الخناق على تحركاتهم..
إن تنامي عدد المسلمين المهاجرين الى أوروبا ليس بالضرورة هو المقصود من التحذير من أسلمة أروبا وإنما لما راوه من إقبال الأوروبيين على إعتناق الإسلام بصورة متزايدة ومن قبل شخصيات سياسية وثقافية وعلمية كبرى تقر بعظمة هذا الدين وصلاحيته للبشرية وسعادة الإنسان وإستقرار المجتمعات.
لقد وجدت أوروبا ضالتها تلقائيا في الدين الإسلامي ، بعد أن رأت مساوئ إستفحال الزنا والمخدرات والمشروبات الكحولية وتمادي الحرية الشخصية بلا ضابط أو حسيب ، بل ان غياب الهدف من رسالة الإنسان في هذه الحياة منذ نشأته وما هو مصيره بعد الوفاة، وغيرها من الإستفسارات التي تعتمل في النفس ، لا تجد لها جوابا شافيا إلا في هذا الإسلام .
إن أسلمة أوروبا لن تتم على يد المهاجرين المسلمين إليها ، وإنما كما صرح العديد من المفكرين، على يد الأروبيين الذين إعتنقوا الإسلام وباتوا هم خير دعاة ومحاورين لتلك المجتمعات، بحيث ترى المنتديات والمؤتمرات مليئة بمثل هؤلاء المؤمنين الذين يعرفون كيفية مخاطبة الأوروبيين خيرا منا.
من هنا ندرك مدى قلق المعادين للإسلام من سرعة إنتشاره وتغلغله في نفوس الاروبيين بصورة تلقائية ، دون ان يضطرهم على إعتناقه ، وهذا أبلغ رد على كل من يدبون الصوت ذعرا من أسلمة أوروبا وخير جواب على من يزعمون أن الإسلام إنتشر بالسيف .
ولمن يهمه الأمر عليه مراجعة أقوال كبار المفكرين والعلماء الأوروبيين الذين أكدوا قبل قرون أن الإسلام هو الذي يحقق سعادة أوروبا والعالم أجمع ، ولا مبرر للخوف من الإسلام دين الرحمة والعدالة.
أخوكم الشيخ مظهر الحموي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى