مقالات

كم نحن بحاجة الى رمضان / الشيخ مظهر الحموي

*لكثرة ما اعترانا من أحداث ووباء وبلاء وفساد*
*كم نحن بحاجة الى رمضان*
*الشيخ مظهر الحموي*

مثلما ترنو الأجساد المنهكة في حمأة القيظ الى واحة فيءٍ تطلب بعض الإسترخاء والإسترواح من عناء هموم الحياة الدنيا ، تتطلع النفوس اليوم المثقلة بالضغوطات المتفاقمة من هذه الاحوال التي نعيش الى شهر رمضان تستسلم لأجوائه العابقة بالسكينة والإطمئنان تلتقط خلالها أبهى فيوض الإستكانة ونسائم الإيمان والهدى ، فقد آن لنا أن نستريح ونتخلص من أدران اللهاث وراء أمور فانية ، لذا يحلو لنا ترداد هذا الدعاء الأمل: اللهم بلغنا رمضان.
حقا ما استشعرنا في السنين الخوالي مثل هذه اللهفة التي تمتلكنا ونحن نترقب قدوم شهر الهدى والفرقان ، وما أحسسنا اننا في حاجة ماسة كمثل هذا العام الى عيادة رمضان لكثرة ما اعترانا من علل وأمراض ووباء وبلاء لا شفاء منها إلا في العيادة الرمضانية التي تفتح أبوابها شهراً واحداً في كل عام .
ترى هل ما يجري حولنا من أحداث غرائبية غير معقولة وضغوطات الحياة اليومية ومعاناة التقتير والتحايل على المدخول (إن وجد) والذي أصبح لا يساوي شيئا بإرتفاع سعر الدولار يحثنا أن نستعجل وبكل شوق إطلالة شهر الخيرات والتكافل والأمن الإجتماعي ؟.
أم ان المآسي والإحباط التي تلفنا وتستحوذ على عقولنا على المستويات اللبنانية والإقليمية والعربية والإسلامية والدولية تجعلنا نطلب الفرار من هكذا أجواء الى عالم الأمل وإستنهاض الهمة ، ونشدان الرحمة والمغفرة وقرة العين.
وليس في توصيفنا هذه الأوضاع أية مبالغة ، ولا سيما ان كل الناس يتحسسون هذا الواقع المتردي سياسيا وإقتصاديا وإجتماعيا وأخلاقيا..
وكيف لا يعترينا الملل من القوى الذين هم وحدهم القابضون على الوطن ومصيره وعلى رقاب العباد ومستقبلهم ، لكل منهم مصالحه التي لا يتنازل عن بعض منها حتى نرى ان الحكومة لا تؤلف في إنتظار تنازل البعض عن قاعدة او حصص يزعم انها من حقه ، وللاسف لن يفلح التشكيل الحكومي إلا برضى إقليمي معه الضوء الأخضر ، وإيعاز دولي ولا دور اساسي لأهل البيت وعلينا أن ننتظر والى متى؟!
ليس في هذا العرض السوداوي أي شطط عن محور مقالتنا وإنما للدلالة على انه ليس هناك من عام مضى أحسسنا فيه بمدى حاجتنا الى أفياء رمضان كمثل هذا العام.
اللهم بلغنا رمضان حتى يعود المؤمنون الى خالص عبادتهم صوما وقياما وتأدية وزكاة وإئتلاف نفوس وصلة أرحام بعد تقصير في أداء الفرائض وحال شقاق بين الإخوة والأقارب.
اللهم بلغنا رمضان لقد طال الشوق وإشتدت اللهفة لإنتهاج منهج جديد في يومنا وليلنا ننهل فيهما من الرحمة والمغفرة ونتطهر من أدران ما علق بنا طوال عام مضى ، عسى أن يتقبل الله صيامنا وقيامنا وصدقاتنا ويكشف الغمة عن هذه الأمة إنه سميع مجيب الدعوات.
*اخوكم الشيخ مظهر الحموي*

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى