التواصل الاجتماعي

فتى سوري يفاجئ مستمعيه بغنائه من إحدى حراقات النفط

بصوته العذب، فاجأ الفتى السوري أحمد الخطاب رواد مواقع التواصل الاجتماعي، خلال ظهوره في برنامج “عُمران” الذي ينتجه “تلفزيون قطر”، ويتطرق إلى مواضيع إنسانية اجتماعية، من تقديم الإعلامي السوداني سوار الذهب علي.

في الحلقة التي عرضت يوم الخميس الماضي، سمع فريق العمل صوتاً ينشد من داخل إحدى المصافي البدائية لتكرير النفط، في الشمال السوري، والتي تسمى “الحراقات”، وهي عبارة عن خزانات من الحديد. وكان صدى صوت الفتى من جوف الحديد والظلمة يصل متمكناً ومرهف الحس.

مقدم البرنامج، سوار الذهب علي، لم يكن قادراً على كبت مشاعره عند سماع صوت الفتى اللافت للانتباه، وتأثر حد البكاء.

لجوء واغتراب

الفتى أحمد الخطاب يعمل داخل الحراقة، وينظفها من بقايا النفط الصلبة، وقد أبهر رواد مواقع التواصل الاجتماعي بابتهالاته، وغنائه نشيد “موطني” الذي كتبه الشاعر الفلسطيني إبراهيم طوقان.

وظهر الخطاب من نافذة الحراقة حين ناداه مقدم البرنامج، مع طيف ابتسامة لم يحجبها سواد مخلفات النفط التي يجمعها لكسب عيشه.

وكانت الحلقة قد تناولت عمل مئات الأطفال في هذه الحراقات البدائية التي تسمم البيئة وتعرض الناس لأخطر الأمراض، لكنهم يدخلون في جوفها ويجمعون بقايا التكرير المتحجرة، لبيعها أو للحصول على وقود ملوث للتدفئة والطبخ، مضطرين إلى ذلك بسبب الفقر المدقع.

يشار إلى أن عمالة الأطفال في سورية هي واحدة من المعضلات الحقيقية التي تواجه المجتمع السوري، لا سيما بعد موجات من النزوح والتهجير والخراب والمجازر التي ارتكبها النظام، بدعم عسكري منقطع النظير من حليفته روسيا، ومساندة صينية في المحافل الدولية، وصلت لحد منع وصول الغذاء إلى الجوعى، والسعي لإغلاق المعابر الإنسانية، مع عجز المجتمع الدولي عن إيجاد حقيقي للخلاص من دوامة القتل والتدمير.

حسين أبو ياسر، علّق على صوت أحمد العذب، وكتب على “فيسبوك” “موطني يا من أتعبت قلوبنا، حباً وأملاً ورغبة وشوقاً. بهذه الأجيال سننتصر ولو بعد حين”. وكتب معاوية حسن الآغا “الضحكة ضحكة وطن نحلم فيه والعيون تأخدك لأمنيات ليتها تتحقق، وملامح الوجه تحكي الواقع الحقيقي لملايين السوريين الشاب أحمد  نسخة مصغرة من الوطن”. واكتفى أسعد الحاج بالتعليق “نحنُ الذين عِشنا الحرب، نمضي للحُلم حُفاة القلب، وكلُ الدروب شظايا”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى