الخدمات الاعلامية

القدس ليست بعيدة من هنا الشيخ مظهر الحموي

لا نستطيع أن نستعرض سائر القضايا والأزمات التي تعترض مسيرة أمتنا دون أن نضع في سلم أولوياتها قضية فلسطين القدس والأقصى الشريف والتي لا يجوز لأي مسؤول عربي ومسلم أن يتغاضى عنها مهما عظمت سائر القضايا والمشكلات.
بلى.. إن أمتنا اليوم لا تحسد على ما إعتراها من هموم، وما اصيبت به من رزايا ومعوقات ، قد تشعبت وتفرعت وتغلغلت في كل مناحي حياتنا السياسية والدينية والإقتصادية والإجتماعية والثقافية والفكرية والإعلامية..و.. بحيث يصدق فينا قول الشاعر أبو الطيب المتنبي:
رماني الدهرُ بالأرزاءِ حتّى
فؤادي في غشاءٍ من نِبالِ
فصرْتُ إذا أصابتني سِهامٌ
تكسّرتِ النِّصالُ على النِّصالِ
على أن الباحث بتمعن عن هذه المصائب التي تحيط بنا من كل جانب لا بد أن يدرك في نهاية المطاف أن أساس البلاء ومنطلق هذه الويلات منذ أوائل القرن العشرين مردها الى تآمر الدول الكبرى التي عمدت الى زرع الكيان العنصري اليهودي في خاصرة أمتنا العربية وما إستتبعها من كوارث إنعكست على واقعنا ومستقبلنا وآفاق التنمية والتطور عندنا.

فلسطين والقدس الشريف وإعتداءات اليهود المستمرة منذ عقود من الزمن ، هي قضية الأمة الأساسية والرئيسية التي تهون بعدها سائر المشكلات والقضايا الأخرى على إختلاف أنواعها.
ومن يقرأ القرآن يعلم كم حذرنا كتاب الله من اليهود علما أنه وقت نزول القرآن لم يكن اليهود يشكلون هذا الخطر الكبير الذي تحدث عنه القرآن ، ولكنه إستخرج دفائن نفسيتهم وحقدهم ليجعل المؤمن في إستعداد دائم لمواجهتهم.
وتدور الأيام وتتزاحم الصور والوقائع حتى نرى سجلا إجراميا مليئا بابشع الجرائم وبتاريخ أسود يرتكبه بني يهود بتحليل الفتك بالأغيار ونهب أموالهم وإغتصاب أراضيهم وتهجيرهم من ديارهم .
وهذا ما حذرنا منه القرآن الكريم والوقائع التاريخية التي تؤكد قتلهم الأنبياء ونكثهم العهود والمواثيق وتوسل كل السبل غير المشروعة للوصول الى مبتغاهم.
وكما العاهرة عندما تتحدث عن الفضيلة تطالعنا مزاعم ساساتهم وحاخاماتهم عن رغبة لديهم في السلام – بصوت عال- ليوهموا الرأي العام بوداعتهم وبراءتهم، في الوقت الذي يشيعون على هذا الدين تهم التطرف والإرهاب والعنف وهم وغيرهم يعلمون مدى سماحة هذا الدين والذي أتاح لهم فرص العيش في ظلال حضارة الإسلام وعصوره الزاهية بكل طمأنينة لم يعهدوها في سائر الأمم والحضارات.
وما حدث مؤخرا في رمضان ، حيث أعلنت جماعات استيطانية عن تنفيذ “اقتحام كبير” للأقصى يوم 28 رمضان ، بمناسبة ما يسمى بـ”يوم القدس” العبري الذي احتلت فيه إسرائيل القدس عام 1967
وما قام به جيش الإحتلال من عنجهية وإرهاب والذي يفتقد لكل معايير الإنسانية بعد اقتحامه لباحات المسجد الأقصى وانتهاكاته لحرمه الشريف واعتداءاته للمصلين في الشهر الفضيل تسهيلا لإقتحام المستوطنين .
فما كان من المرابطين إلا أن أخذوا على عاتقهم حماية المسجد الأقصى المبارك من خلال الإعتكاف والرباط فيه، والتصدي لاقتحامات المستوطنين المتطرفين عن طريق التكبير في وجههم ومواجهتهم وملاحقتهم في ساحات المسجد لمنعهم من أداء “صلوات تلمودية” داخله.
لقد رأينا منذ ايام دروسا من المرابطين في البطولة يعيد لهذه الأمة بعضا من كرامتها التي سفحت على طاولات المفاوضات والتطبيع والإتفاقيات المخادعة والمتهافتة.
إن ما حدث من إعتداءات للمسجد الأقصى يختصر مجمل النوايا اليهودية ويضع العرب والمسلمين أمام مسؤوليتهم التاريخية والدينية قبل فوات الأوان.
ولم يعد من الجائز الإسترخاء وإعتماد الدبلوماسية – والتي هي لغة الضعفاء – في مواجهة الإعتداءات ، وليس مقبولا إستمرار الحديث عن مؤتمرات ولجان وبرقيات تنديد في الوقت الذي تستمر به قوات الإحتلال بتمعن في إنتهاكها لمقدساتنا وحرماتنا.
وها هو السيناريو يتكرر بعد حادثة إقتحام الهالك شارون للمسجد الأقصى في عام 2000، كأننا نحن أمام انتفاضة ثالثة تحرق الأخضر واليابس.
واليوم نكتب هذه الكلمات بكل إعتزاز وفخر لصمود أهلنا وإخوتنا في أرض فلسطين المباركة ولكنه إعتزاز مشوب بالحرقة والألم لأننا عاجزون عن نيل شرف المشاركة في الرباط والجهاد ضد اعداء الله والإنسانية ، إلا أننا كلنا أمل وثقة بالله عز وجل أنه لن يتخلى عن جنده وسيمدهم بعون من عنده مصداقا لوعده الكريم في كتابه المبين (وكان حقا علينا نصر المؤمنين).
اخوكم الشيخ مظهر الحموي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Here you can just take everything you need for efficient promotion and get the job done well. o’tishingiz Surprisingly, this is not the same as the circumstance with Mostbet. agar o’yinchi MostBet in Bangladesh offers a plethora of pre-match picks in over 20 different sports. o’yin boshlanishidan oldin This means you may use the mobile version to safely make deposits and withdrawals. dasturi