الخدمات الاعلامية

قرار امني حول لبنان على طاولة بايدن/ خاص- “الشراع”

مجلة الشراع 26 تموز 2021

على طاولة الرئيس الاميركي جو بايدن قرار حول لبنان ينتظر توقيعه.

القرار ذو طبيعة امنية، وليس معروفاً بعد تفاصيله او اهدافه.

الا ان خلفياته واضحة بالتعبير عن ان الولايات المتحدة لن تتخلى عن لبنان، وانها بصدد القيام بكل ما يمكنها القيام به من اجل عدم التفريط بورقته الهامة بالنسبة لها ضمن الاوراق التي تريد الحفاظ على امتلاكها لها في المنطقة.

هذه المعلومات كشفها لـ  “الشراع” دبلوماسي مخضرم يملك علاقات واسعة عربياً ودولياً، ويتابع تفاصيل تحركات السفراء غير اللبنانيين الخاصة بلبنان، والخلاصات التي انتهوا اليها بالنسبة لما يمكن فعله لاخراجه من حالة التخبط والتدهور والانهيار التي يعيشها.

وبالطبع فان اي قرار اميركي امني من النوع المشار اليه، 

لن يؤدي الى الانفراجات المرجوة ، بل سيكون على الارجح سبباً لمزيد من التصعيد لا بل الى دخول البلاد مرحلة اكثر خطورة وتعقيداً من المرحلة الخطيرة والصعبة التي تمر بها حالياً.

الا ان مجرد التداول في واشنطن بالاقدام على تنفيذ مثل هذا القرار انما يشير الى ان زمن التفاهمات في المنطقة في ملفات عديدة في مقدمتها العودة الى الاتفاق النووي مع ايران لم تحن لحظته بعد ، وان واشنطن بصدد اتخاذ اجراءات من اجل الضغط على خصومها او اعدائها بتعبير أدق .

وفي لبنان،

الذي يبدو واضحاً ان مسألة حصاره وعزله وتجويعه باتت مثبتة ومؤكدة ، بدليل الازمة المالية والاقتصادية والاجتماعية الخانقة التي يعيشها وبشكل رفع نسبة افقار اللبنانيين الى مستويات تزيد عن التسعين بالمائة، فان كل ما جرى حتى الان من تضييق خناق واستهداف لليرة اللبنانية وكل قطاعات البلد ومؤسساته يتأكد يوما بعد يوم انه ليس سوى مقدمات لما يراد حدوثه او فرضه على البلاد .

ولا يلغي هذا الواقع ما تتسبب به طبقته السياسية بمختلف اطيافها في هذا المجال. فاضافة الى عجزها عن القيام باي خطوة للمعالجة او للتخفيف من حدة الازمات فانها كما ظهر بشكل جلي ما زالت تغلب مصالحها الضيقة على المصالح العليا للبلد، هذا فضلاً عن فساد القسم الاكبر منها وطغيان أولوياتها في المحاصصة والزبائنية وهدر المال العام على كل ما عداها مثلما تفعل اليوم حيث يحاول كل طرف فيها ان يتشاطر تارة من خلال رمي مسؤولية التعطيل على الاخرين وتارة اخرى من خلال ربط كل خطوة يقوم بها حالياً بمسألة الانتخابات النيابية المقبلة حتى بدا بوضوح ان الطبقة السياسية السائدة وعلى ضفتي الحكم والمعارضة تخوض اليوم حرب بقاء ومصير رغم الثمن الباهظ الذي يدفعه اللبنانيوننتيجة لذلك بأوجاعهم ومحنهم ومآسيهم .

واداء الطبقة السياسية هذه هو الذي ولّد الارضية المناسبة والخصبة لكل التدخلات الخارجية سواء كانت حصاراً او عزلاً او قيوداً على لبنان وكل قطاعاته حيث لم يتم التمييز بين حليف او عدو وبين صديق او خصم، وصار ما يتعرض له لبنان اشبه بدمار شامل يطال كل ابنائه بمختلف طوائفهم ومذاهبهم ومناطقهم وانتماءاتهم الجهوية، وهو دمار شامل يبدو واضحاً وبشكل صارخ انه بديل الحروب التقليدية واسلحتها الفتاكة والمميتة .

وما يجري اليوم تنطبق عليه القاعدة الاميركية المعتمدة بشكل تقليدي وممنهج والتي اعتمدت في اكثر من منطقة في العالم. وقوام هذه القاعدة هي:” دمر ثم عمر”.

فهل بتنا في لبنان اسرى هذه القاعدة الاميركية .

واذا كان ما يجري حالياً هو عملية تدمير ممنهج ومدروس ومتدرج ،فماذا عن الخطوة التالية؟

وهل ان القرار على طاولة بايدن والذي ينتظر توقيعه هو الخطوة التالية   والتي يعتبر كل ماجرى حتى الان في لبنان مقدمة لها ؟

باستثناء المعنيين- في الخارج- بهذا القرار فان لا احد يملك الاجابة على كل هذه التساؤلات ولا سيما ما يتعلق منها بطبيعة هذا القرار وتوقيته خصوصاً وانه من الواضح حتى الان ان ثمة تمهلاً من جانب بايدن بتوقيعه ربما بانتظار حدث ما يتصل بملفات اخرى . فاستهداف حزب الله في لبنان على سبيل المثال لا الحصر لا تقتصر اهدافه على ما يتصل بلبنان وحده  بل له ابعاد اخرى تتصل بالبعد الاقليمي لقوة هذا الحزب  ودوره في هذا السياق الصراعي الممتد في طول المنطقة وعرضها.

وفي غياب اي تفاصيل محددة حول القرار المشار اليه، فان هناك تفسيرات وتكهنات عديدة مطروحة حول هذا الموضوع بينها ما ورد في السيناريو التالي :

السيناريو المشار اليه يرجح احتمال قيام واشنطن بارسال قوات تابعة لحلف الاطلسي الى لبنان والتواجد فيه مباشرة، بعناوين انسانية من نوع تلك التي تحدثت باريس عنها عندما دعت الى ارسال قوات دولية من اجل الاشراف على توزيع مساعدات انسانية للبنانيين الذين اصبحوا بأمس الحاجة لمثل هذا النوع من المساعدات والدعم.

ومعنى ذلك في حال حصوله ان لبنان سيكون مباشرة تحت وصاية دولية او اطلسية ، بذرائع عديدة لعل اهمها ما بات معلناً وصريحاً على ألسنة عدد من المسؤولين الدوليين حول فساد الطبقة السياسية اللبنانية والتي تركز على التحذير من الانهيار الشامل والفوضى العارمة والمجاعة الواسعة.

وبالطبع فان مثل هذا الخطوة في حال حصلت يراد منها استهداف حزب الله .

وفي هذا الوضع فان واشنطن كما يرى اصحاب هذه التفسيرات تكرر ما قامت به عام 2006 في حرب تموز عندما دفعت حكومة يهودا اولمرت الى شن حرب تموز عندما كانت تطمح لولادة شرق اوسط جديد كما عبرت وزير خارجية اميركا يومها كونداليزا رايس ، الا ان الولايات المتحدة تعتبر ان اسرائيل في هذه المرحلة غير قادرة على اداء ما يطلب منها على هذا الصعيد وخصوصا بعد نتائج حرب غزة الاخيرة حيث سيكون الكيان الصهيوني كله على مرمى صواريخ حزب الله الدقيقة والبعيدة المدى، ولذلك فانها ستعمد حسب اصحاب هذا السيناريو الى استتخدام حلف الاطلسي للسيطرة على لبنان عسكرياً وحرمان ايران من ذراعه العسكري الاهم والاكبر في المنطقة .

وفي اطار السيناريو نفسه، فان ثمة كلاماً ايضاً عن دخول تركيا الى منطقة الشمال اللبنانية والسيطرة عليها على غرار ما فعلته في الشمال السوري ، ما يطرح احتمالات عديدة حول تحول لبنان الىمناطق سيطرة لدول عديدة وفق النموذج السوري بينها ما يخضع لسيطرة حلف الاطلسي من قوات اميركية وفرنسية وبريطانية ومن ضمنها الحدود بين لبنان وسورية ،وبينها ما يخضع للسيطرة التركية اضافة الى تواجد حزب الله وحلفائه في بعض مناطق سيطرته ولكن بشكل يراد له ان يكون فيه محاصراً وجزئياً.

هذا السيناريو من دون شك سيناريو جهنمي وفي حال حصوله سيدخل لبنان في أتون حروب لن يخرج منها ربما لسنوات ، وهو اسوأ ما يمكن تخيله او توقعه الا  ان ما جرى و يجري في الجوار ولا سيما في سورية يجعله سيناريو ممكناً ومطروحاً.

كل ذلك مطروح من دون اسقاط امكانية ان يكون الحديث او المعلومات عن مثل هذا القرار المطروح على طاولة الرئيس الاميركي هو جزء من حملة للتهويل او الضغط او الابتزاز من دون ان تكون احتمالاته مرجحة او محسومة حتى الان على الاقل ، الا انه في كل الاحوال فان هناك مسؤولية على الاطراف اللبنانية تحملها في الحؤول ليس فقط في الحؤول دون الزج بلبنان في منحدرات اشكال جديدة من الصراعات ،بل وفي العمل اذا لم يكن اوان ذلك قد فات من اجل تجاوز انقساماتها وقطع الطريق على اي تدخل من شأنه ادخال البلاد في لعبة امم تحرق الاخضر واليابس ولا تبقي لزعيم او حزب او جهة ما يمكن اعتباره مكسبا او تعزيزا لقوته الداخلية.

ووفقا لما كان يقوله المرجع الراحل الشيخ محمد شمس الدين لـ”الشراع” فانه من الخطأ الغرق في نظرية المؤامرة ووضع كل ما يحصل او ما يمكن ان يحصل في دائرة ما هو محاك ومدبر ، لان الواقع ليس كذلك دائماً وانه يمكن فعل الكثير لقطع الطريق على اي مؤامرة في حال وجودها.

وترجمة ذلك،

لا يمكن ان تتم الا من خلال عمل ما مطلوب من الداخل اللبناني بكل قواه الحية والمؤثرة سواء كانت في السلطة او في مجلس النواب او في المعارضة او ضمن مجموعات المجتمع المدني ، حفاظاً على الكيان والدولة والشعب وكل مكونات هذا البلد الغني بتنوعه.

عمل تبدأ اولى خطواته بتسريع تشكيل حكومة لفرملة الانهيارات الحاصلة والفوضى المتوقعة، حكومة تشد العصب الوطني وتتولى ادارة الملفات الشاقة والصعبة والمريرة التي يعاني منها الجميع من دون استثناء.

ومن دون ذلك لن يبقى ما يمكن التقاتل او التنافس عليه لان انهيار الهيكل اذا حصل سيكون على رؤوس الجميع .

 

محلة الشراع

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Here you can just take everything you need for efficient promotion and get the job done well. o’tishingiz Surprisingly, this is not the same as the circumstance with Mostbet. agar o’yinchi MostBet in Bangladesh offers a plethora of pre-match picks in over 20 different sports. o’yin boshlanishidan oldin This means you may use the mobile version to safely make deposits and withdrawals. dasturi