هل يصلح غياب قبلان ما أفسده الدهر؟! بقلم الشيخ محمد علي الحاج العاملي
مجلة الشراع 5 أيلول 2021
بالرغم من كل شيء بيننا لكن الموت حق، وله حرمته؛ رحم الله سماحة الشيخ عبد الأمير قبلان، الذي تولى زمام المؤسسة الدينية الشيعية الرسمية لفترة زمنية معينة..
لا يسعنا في هذه المناسبة إلا التضرع إلى الله كي يرحمه ويسكنه فسيح جناته.
ويفترض أن يكون رحيله مفصلا في تاريخ الطائفة، كما ينبغي على قطبي الطائفة – إن صحّ التعبير – أن يكونا على قدر مسؤوليتهما الأخلاقية والوطنية في هذا المضمار، عليهما تفعيل دور المؤسسة، وتنشيطها، وجعلها فسحة جامعة لكل أبناء الطائفة، بمن فيهم المعارضون قبل الموالين، وترتيب السلك العلمائي، ودعم علماء الدين، وتعزيز وضعهم، وضبط الأوقاف، والاهتمام بشؤون المعوزين وأصحاب الحاجة، وجعل المجلس مؤسسة بكل ما للكلمة من معنى..
مع رحيل الشيخ قبلان سيكون الثنائي بأزمة؛ كونه سيثبت في المدى المنظور للرأي العام بأنهما لا يريدان مؤسسة، لا يريدان “مجلس شيعي”..
سيعلم الجميع بأن الذريعة التي كان يستعملها الثنائي بأن “الشيخ” يعطل عمل المؤسسة قد انتهت..
وهذا الذي عبرنا عنه منذ عدة سنوات حينما قلنا: “إرحموا الشيخ، وارحموا تاريخه، دعوه بعيدا عن الشبهات”!
تغمد الله الفقيد بواسع رحمته، على أمل أن يضع الأستاذ والسيد مصالحهما جانبا، وأن يعملا للانتخابات الداخلية العامة، وليس المزيد من ترميم الهيكلية المهترئة، وأن يفسحا المجال لكل أبناء الطائفة، من دون احتكار واستبداد وهيمنة، وباختصار: بأن يكونا على قدر المفصل التاريخي الذي يمر على الشيعة والوطن..
محمد علي الحاج العاملي